شرح سفير المغرب ​علي أومليل​ مستتبعات مرحلة سقوط الانظمة الاستبدادية "فعندما سقطت ظهر الفراغ الذي تركته والتي منعت كل تعبير منظم، وهكذا إرتد المجتمع الى ما دون السياسة، وما دون الدولة"، مشيرا الى ما أسماهم "بهياكل النظام القديم".

وأكد خلال محاضرة حول "ما بعد الربيع العربي" "أن الديمقراطية تحتاج الى قاعدة وعي كي تكون ممارستها ذات فائدة فلا تقتصر على الصناديق"، لافتا في هذا المجال الى "ما حققه الاسلاميون بعد ثورات الربيع العربي وهم لا يؤمنون بالحداثة الديموقراطية، وإنما يؤمنون بها كطريقة للانتخاب وليس لإقرار المواطنة والمساواة واحترام حقوق المرأة".

وتساءل عن سبب انحراف الحركة الاسلامية من اصلاحية الى محاربة للغرب، وبماذا نفسر الارهاب؟ وهل الفقر والبطالة وتهميش الشباب من الاسباب التي تؤدي الى الارهاب؟ بخاصة وأن هناك بلدانا اسلامية اشد فقرا من بلداننا فلماذا لم تظهر فيها ظاهرة الارهاب، وقال: "أعتقد ان السبب ثقافي. فالارهاب قبل ان يكون يدا تضغط على الزناد وتقتل فهو عقيدة في العقول". وشدد على "تحميل نظم التربية والتعليم هذه المسؤولية، وما ينتجه من بطالة، وتقسيم للمجتمع، وتوفير المناصب لاولاد النخب الحاكمة".

ورأى "أنه بعد ثورات الربيع العربي حصل نوع ضمني من المقايضة، إذ صار مطلب الناس الاساسي هو الدولة الأمنية لأنه يريد الاستقرار بعد الذي رآه، ولذلك، فإن هذه النفوس المهيئة لقبول الدولة الأمنية صارت قابلة بالدولة الاستبدادية بشكل جديد وعلى قاعدة المثل القائل سلطان جائر خير من أمة فوضى"، مطالبا بـ"ضرورة اصلاح النظام التربوي والتعليمي، وبجعل الدولة المدنية قضية مصيرية، وبالاعتماد على الدولة المدنية ومن ثم تحويلها الى دولة مؤسسات ديمقراطية، وعدم صلاحيتها بقياس درجة إيمان الناس، بل توفير الأمن والرفاه لهم، ولأنه مع هذه الاحزاب الاسلامية دخلنا ولاول مرة في تاريخنا في التفاصيل من نوع: هل للسياسة منطقها وقواعدها المدنية أم أنها فرع من الشريعة؟ وأيضا في مسألة بحثهم عن الدستور والشريعة، وأحكام المرأة، وموضوع الأقليات غير المسلمة وعما إذا كان يحق لها المساواة مع غيرها الخ".